صورة المدونة

صورة المدونة

الأحد، 8 مارس 2015

ريما كركي كنموذج فاشل للمرأة القوية

كلما دخلت إلى فايسبوك أجد أحد الأصدقاء يشارك رابطاً لموضوع كُتب (وغالباً في موقع أجنبي) عن شجاعة ريما كركي في طلبها قطع الاتصال بضيفها غريب الشكل والمنطق هاني السباعي. منذ أن رأيت فيديو ما حصل بينهما كان رأيي مختلفاً جداً. ليس ثمة شجاعة ولا مَن يحزنون. لا بل بالعكس. كركي قدّمت مثالاً سيئاً جداً عن الإعلامي وعن المرأة بشكل عام.

فأولاً، حوّلت كركي برنامجها إلى ملعبٍ للسباعي وسمحت له بتحديد قواعد اللعبة وبفرض هيمنته عليها (ولا أعلم ما هي القيمة المضافة التي يمكن أن يقدّمها هكذا ضيف غير خلق "السوسبنس"). فهي قبلت بارتداء الحجاب كشرط لمشاركته في الحلقة، ولا يمكن أن نتخيّل سلبية أكثر من ذلك. لا بل أن السباعي قال علناً أنه اشترط للمشاركة في الحلقة، على الوسيط ابراهيم حربي، ألا تقاطعه كركي (إلغاء شخصيتها كمحاور) وهي لم تنفِ ذلك ولم تتفاجأ به.



وثانياً، لم تكتف كركي بالخضوع لسلطة السباعي العامة، بل خضعت لسلطته في التفاصيل. بظرف ثواني، أهانها مرّات عدّة وكانت تطلب منه إكمال الحلقة. لم "تنتفض" إلا بعدما تمادى السباعي في إهانتها بشكل فجّ وأغلق كل نافذة أمام احتفاظها بالقليل من الكرامة أمام المشاهدين وخاصةً حين تهجّم عليها بشكل شخصي. حينها وحينها فقط اضطرت لطلب قطع الاتصال معه.

كركي فشلت في إدارة إهانتها على الهواء. هذا كل ما في الأمر. لو أنها نجحت في إدارة إهانتها لكانت استمرت في تلقي الإهانات وهذا ما حاولته جاهدة ولكنها فشلت. الإشكال كان سريعاً جداً وأخفى طبيعة ما حصل. ردّت على أول إهانة بـ:"نحن نحترم حضرتك" وبـ"تفضّل". وردت على ثاني إهانة بأنها تقاطعه (تحاوره؟) لـ"أخدم إجابتك" وبـ"تفضّل". ولم تثر ثائرتها إلا عندما قال لها "اسكتي"، رافضاً تلقف مبادراتيْ كركي لتمرير إهانتها بشكل سلس.

تدرّج ردّ فعل كركي من نموذج المرأة المطيعة دون نقاش، إلى نموذج المرأة المفاوضة التي تقبل في النهاية بقرار الرجل، وصولاً إلى نموذج المرأة القوية التي ترفض إهانتها. من غير المنطقي أن يكون لها 3 شخصيات. إن عدنا إلى الأساس، أي إلى قبولها بارتداء الحجاب كشرط لمشاركة السباعي في برنامجها، لا يمكن أن نقول إلا أن كركي جسّدت، بشكل فاقع، نموذج المرأة السلبية. وكأنها من نوع النساء اللواتي يقلن للرجل: أقبل الإهانة ولكن ليس أمام الناس.