الأسئلة التي يطرحها معارضون علويون سوريون على أنفسهم خاصة جداً. لا تكتفي بحقيقة كونهم معارضين للنظام، بل ترتبط بواقع انتمائهم إلى طائفة متّهمة بالهيمنة على باقي مكوّنات المجتمع السوري. بين بيئة متردّدة، ومجتمع أطلق العنان لمكبوتاته، يحاول العلويون شق طريق معارض يحقق لهم طموحاتهم.
"على السوريين أن يدخلوا إلى القرداحة ويقتلوا كل عائلة الأسد، من شيوخهم إلى أطفالهم كي يقضوا على هذا النسل الديكتاتوري"، قال أحد المعارضين العلويين لـ"NOW"، وإلى جانبه معارضة دمشقية تنتمي الى الطائفة السنّية. وخلال سرد هذا المعارض لنشاطاته خدمةً للثورة والثوار في الداخل السوري، أفلَت من رفيقته التعليق الآتي: "أنت علوي. ما بيصير عليك شي".
كلمات قليلة أفقدت المعارض العلوي رباطة جأشه فصاح بها: "عندما أخذت المخابرات والدي وأنا طفل وسجنته لمدّة 10 سنوات كنتِ وأمثالك تتمتعون بخدمات النظام". والد هذا الشاب واحد من علويين كثر كانوا منضوين في "حزب العمل الشيوعي"، الحزب "المحرّم" في عهد الرئيس حافظ الأسد.
المعارضة "العلوية"
تتعدد آراء العلويين في خصوص ما يحصل حالياً. عسكرة الثورة السورية و"اليقظة الطائفية" المصاحبة لها قلّلت من عدد العلويين المعارضين للنظام. إلا أن بين الوجوه البارزة في المعارضة السورية علويين. غالبية المعارضين العلويين تنتسب إلى بيئات معارضة منذ 30 سنة أو أكثر. بعضهم عارض النظام منذ نشأته عام 1970، حين أحبطت "الثورة التصحيحية" الآمال المعقودة على صلاح جديد ورؤيته لدور حزب "البعث".
وإلى هؤلاء، في كل بيئة علوية صغيرة هناك عائلات الوجهاء الذين أقصاهم "البعث" عن زعاماتهم الصغيرة، ولا يزال تأثير إقصائهم حاضراً بشكل أو بآخر. يتفق معظم من التقى "NOW" بهم على عدم اعتبار رفعت الأسد ومؤيديه من "المعارضين". "هذا خلاف داخل العائلة الواحدة على المناصب والمنافع وليس خلافاً بين رؤيتين لمستقبل سوريا"، يقول سالم (اسم مستعار كما كلّ الأسماء التي سترد لاحقاً).
إلى هذه التنويعات، هناك شباب كثر يؤيدون الثورة السورية انطلاقاً من خبرة ذاتية تبدأ بتوقهم للديموقراطية ولا تنتهي بامتعاضهم من سطوة "الشبّيحة" على مجتمعاتهم.
المجتمع العلوي متنوّع. هذه حقيقة غائبة عن وسائل الإعلام. ولكن، بحسب ما يؤكد المعارضون أنفسهم، فإن أكثرية العلويين ينظرون إلى سقوط النظام كـ"إلغاء لوجودهم"، ويعتبرون أن الثورة "حرب على عقيدتهم كعلويين". يستعيد هؤلاء ما كان يُروّج في أوساطهم في بداية ثمانينات القرن الماضي من أن "الإخوان المسلمين يشنون حرباً تهدف إلى اغتيال الخبرات العلوية العلمية والثقافية لإضعاف موقع الطائفة". "إذا ما سقط النظام فإما سنهاجر أو سنتمترس في اللاذقية وطرطوس والمناطق العلوية"، يردّد عدد كبير من أبناء الطائفة.
العلويّون بين الردّة والثورة
بعض العلويين ممن كانوا معارضين للنظام البعثي أيام الرئيس السوري السابق حافظ الأسد ارتدّوا وتضامنوا حالياً مع النظام الذي يرأسه إبنه بشار. تروي مريم، إبنة مدينة دمشق، قصة "صديق" توفي والده بعد أشهر قليلة من خروجه من سجون النظام حيث قضى سنوات عدّة. رغم ذلك، يتفانى هذا "الصديق" في الدفاع عن النظام ويتطرف إلى حدّ النطق بشعارات "اضربهم بيد من حديد" و"يجب تحويل درعا إلى مزارع بطاطا". حالة هذا "الصديق" ليست حالة معزولة. "سجناء كثر تعذبوا في السجون السورية ويتضامنون الآن مع النظام في مواجهة ما يعتقدون أنه مؤامرة أو حالة سلفية قادمة"، تخبر مريم.
مريم حديثة العهد في معارضة النظام ولكنها كانت تعتقد أن التغيير في سوريا مستحيل. "أذهلني مشهد تمزيق صور حسني مبارك وشعرت بأن ما يقوم به المصريون هو حدث خارق. ورغم ذلك لم أكن أصدق بأن هذا الأمر ممكن في سوريا". بدأت الثورة ووجدت مريم نفسها في خضمها. "أقاربي المؤيدون للنظام يعرفون أنني معارضة ولكنهم يتعاملون معي كـ"جدبة" مغرر بها "وبكرا بتوعى". برأيهم أنا من "المضحوك عليهم" لا من محيكي المؤامرة".
ثائر علوي أم ثائر سوري؟
ينشط العلويون في الثورة السورية في المناطق المختلطة طائفياً بشكل خاص. من دمشق إلى حمص إلى جبلة وبانياس وطرطوس تختلف نسب مشاركتهم. والسؤال الذي يطرحه الجميع على أنفسهم هو: بأيّة صفة نشارك؟
"قررت الإنخراط في الثورة بهويتي المدنية كسورية"، تؤكد مريم. "أكره من يقول أنا علوي ومعارض. وكأنه يريد منك أن تشعر بالإمتنان له"، تضيف.
بعض المعارضين العلويين يفضلون التأكيد على علويتهم كجزء من هويتهم. "مع الأسف، نعرّف بأنفسنا كعلويين سوريين لكي نغيّر الصورة النمطية للعلويين كمتحلقين حول نظام آل الأسد"، يقول سالم، وعند سؤاله عن إمكانية نجاح هذا التكتيك يتردد ويجيب: "نحن نحاول".
في التظاهرات الطيارة التي شاركَت فيها في حي الميدان الدمشقي، في بدايات الثورة، اضطرت مريم في إحدى المرات إلى ولوج منزل من منازل الحي التي يبقي أصحابها أبوابها مفتوحة لتمكين المهددين من الإلتجاء إليها. "لم يسألني أحد عن طائفتي قبل إدخالي"، تروي. هذه التجربة جعلتها تستخلص أن السوريين لا يميزون بين المعارضين بحسب هوياتهم الطائفية. بسّام، المحامي الشاب، عاش ذات التجربة مع فارق أن إحدى النساء راحت تشتم العلويين أمام المجموعة الهاربة. "أنا علوي يا عمتي" قال لها، فارتبكت السيدة وراحت تعتذر منه شاتمة الحالة التي وصل إليها السوريون.
ذات مرة ذهبت مريم إلى تظاهرة محميّة (يحميها الجيش الحر) في حرستا. "حين وصولي، عرف أحد المنظمين أنني علوية فطلب مني الانتظار في مكاني قليلاً. بصراحة خفت ومرّت أفكار كثيرة في رأسي عن سحلي وما شابه. ولكن تبين لي أن هدف هذا الشخص هو الذهاب إلى مردد الهتافات والطلب منه الترحيب بوفد يمثل الطائفة العلوية". عندما يعرفون أنك علوي يقولون لك "شكراً على موقفك"، يؤكد بسام.
في أوساط المعارضين الميدانيين، "درج الآن مصطلح العلوي الشريف والعلوي العادي"، تخبر مريم. عند استعادة الحديث مع سالم يعلّق: "نحن، أثناء قيامنا بواجبنا، نعمل على زيادة عدد العلويين الشرفاء" ويبتسم.
العلويون في سوريا المستقبل
على مفرق مدينة جبلة، أقام العلويون سوقاً للخضر كي لا يذهبوا إلى السوق القديمة التي يتشاركونها مع جيرانهم السنّة. ينكمش العلويون في مناطق سكنهم ويبحثون عن صفاء آمن.
هذه ليست حالة المعارضين الذين، رغم نشاطهم، يعترفون بقلقهم عند التجوّل داخل سوريا من دفع ثمن فضح كنيتهم لطائفتهم على أحد حواجز المعارضين المتطرّفين. "سنقاتل حتى القضاء على آخر علوي". هذه جملة تسجلها ذاكرة إحدى الناشطات العلويات من لقاء جمعها بمقاتل في "كتيبة الفاروق"، ترك دراسة الهندسة في لندن لينخرط في صفوف الثورة.
"أظن أن غالبية المعارضين لا تميز طائفياً"، تقول مريم وتضيف أن التوتر الطائفي سببه دعاية النظام وتصرفات يولّدها أشخاص يريدون زيادة أسهمهم في بازار السياسة كنائب سابق قال ذات خطبة: "أيها الحقيرون من الطائفة العلوية"، متناسياً الخراف التي كان ينحرها في الشام للاحتفال بالتجديد لحافظ الأسد. والحالة الإسلامية المتطرفة؟، أسألها. "هذا سبب آخر مقلق"، تجيب.
سالم متيقّن من أن حقيقة الشعب السوري تختلف عن الصورة التي يقدّمها الإعلام الباحث عن "الإثارة والتشويق". "بعد سقوط النظام ستنشأ دولة مدنية ديمقراطية"، يقول.
مريم أقل تفاؤلاً من بسام. رغم ذلك تقول: "أحب ترك الأمور للتجربة وللمستقبل. سأحزن في المستقبل إذا تعرضت للتمييز السلبي ولكنني أرفض أن يقيدني الخوف من هذا الاحتمال. مخاوفنا لا يجب أن تشلّنا".
عند سؤال مريم عمّن تثق به من وجوه المعارضة البارزة تتردد. "السؤال صعب. أحب الشعب الثائر وأكره القيادات"، وتضيف: "لم نعد نريد رمزاً".
(نشرتها على موقع ناوليبانون نهار الاثنين 3 كانون الأول 2012)
"على السوريين أن يدخلوا إلى القرداحة ويقتلوا كل عائلة الأسد، من شيوخهم إلى أطفالهم كي يقضوا على هذا النسل الديكتاتوري"، قال أحد المعارضين العلويين لـ"NOW"، وإلى جانبه معارضة دمشقية تنتمي الى الطائفة السنّية. وخلال سرد هذا المعارض لنشاطاته خدمةً للثورة والثوار في الداخل السوري، أفلَت من رفيقته التعليق الآتي: "أنت علوي. ما بيصير عليك شي".
كلمات قليلة أفقدت المعارض العلوي رباطة جأشه فصاح بها: "عندما أخذت المخابرات والدي وأنا طفل وسجنته لمدّة 10 سنوات كنتِ وأمثالك تتمتعون بخدمات النظام". والد هذا الشاب واحد من علويين كثر كانوا منضوين في "حزب العمل الشيوعي"، الحزب "المحرّم" في عهد الرئيس حافظ الأسد.
المعارضة "العلوية"
تتعدد آراء العلويين في خصوص ما يحصل حالياً. عسكرة الثورة السورية و"اليقظة الطائفية" المصاحبة لها قلّلت من عدد العلويين المعارضين للنظام. إلا أن بين الوجوه البارزة في المعارضة السورية علويين. غالبية المعارضين العلويين تنتسب إلى بيئات معارضة منذ 30 سنة أو أكثر. بعضهم عارض النظام منذ نشأته عام 1970، حين أحبطت "الثورة التصحيحية" الآمال المعقودة على صلاح جديد ورؤيته لدور حزب "البعث".
وإلى هؤلاء، في كل بيئة علوية صغيرة هناك عائلات الوجهاء الذين أقصاهم "البعث" عن زعاماتهم الصغيرة، ولا يزال تأثير إقصائهم حاضراً بشكل أو بآخر. يتفق معظم من التقى "NOW" بهم على عدم اعتبار رفعت الأسد ومؤيديه من "المعارضين". "هذا خلاف داخل العائلة الواحدة على المناصب والمنافع وليس خلافاً بين رؤيتين لمستقبل سوريا"، يقول سالم (اسم مستعار كما كلّ الأسماء التي سترد لاحقاً).
إلى هذه التنويعات، هناك شباب كثر يؤيدون الثورة السورية انطلاقاً من خبرة ذاتية تبدأ بتوقهم للديموقراطية ولا تنتهي بامتعاضهم من سطوة "الشبّيحة" على مجتمعاتهم.
المجتمع العلوي متنوّع. هذه حقيقة غائبة عن وسائل الإعلام. ولكن، بحسب ما يؤكد المعارضون أنفسهم، فإن أكثرية العلويين ينظرون إلى سقوط النظام كـ"إلغاء لوجودهم"، ويعتبرون أن الثورة "حرب على عقيدتهم كعلويين". يستعيد هؤلاء ما كان يُروّج في أوساطهم في بداية ثمانينات القرن الماضي من أن "الإخوان المسلمين يشنون حرباً تهدف إلى اغتيال الخبرات العلوية العلمية والثقافية لإضعاف موقع الطائفة". "إذا ما سقط النظام فإما سنهاجر أو سنتمترس في اللاذقية وطرطوس والمناطق العلوية"، يردّد عدد كبير من أبناء الطائفة.
العلويّون بين الردّة والثورة
بعض العلويين ممن كانوا معارضين للنظام البعثي أيام الرئيس السوري السابق حافظ الأسد ارتدّوا وتضامنوا حالياً مع النظام الذي يرأسه إبنه بشار. تروي مريم، إبنة مدينة دمشق، قصة "صديق" توفي والده بعد أشهر قليلة من خروجه من سجون النظام حيث قضى سنوات عدّة. رغم ذلك، يتفانى هذا "الصديق" في الدفاع عن النظام ويتطرف إلى حدّ النطق بشعارات "اضربهم بيد من حديد" و"يجب تحويل درعا إلى مزارع بطاطا". حالة هذا "الصديق" ليست حالة معزولة. "سجناء كثر تعذبوا في السجون السورية ويتضامنون الآن مع النظام في مواجهة ما يعتقدون أنه مؤامرة أو حالة سلفية قادمة"، تخبر مريم.
مريم حديثة العهد في معارضة النظام ولكنها كانت تعتقد أن التغيير في سوريا مستحيل. "أذهلني مشهد تمزيق صور حسني مبارك وشعرت بأن ما يقوم به المصريون هو حدث خارق. ورغم ذلك لم أكن أصدق بأن هذا الأمر ممكن في سوريا". بدأت الثورة ووجدت مريم نفسها في خضمها. "أقاربي المؤيدون للنظام يعرفون أنني معارضة ولكنهم يتعاملون معي كـ"جدبة" مغرر بها "وبكرا بتوعى". برأيهم أنا من "المضحوك عليهم" لا من محيكي المؤامرة".
ثائر علوي أم ثائر سوري؟
ينشط العلويون في الثورة السورية في المناطق المختلطة طائفياً بشكل خاص. من دمشق إلى حمص إلى جبلة وبانياس وطرطوس تختلف نسب مشاركتهم. والسؤال الذي يطرحه الجميع على أنفسهم هو: بأيّة صفة نشارك؟
"قررت الإنخراط في الثورة بهويتي المدنية كسورية"، تؤكد مريم. "أكره من يقول أنا علوي ومعارض. وكأنه يريد منك أن تشعر بالإمتنان له"، تضيف.
بعض المعارضين العلويين يفضلون التأكيد على علويتهم كجزء من هويتهم. "مع الأسف، نعرّف بأنفسنا كعلويين سوريين لكي نغيّر الصورة النمطية للعلويين كمتحلقين حول نظام آل الأسد"، يقول سالم، وعند سؤاله عن إمكانية نجاح هذا التكتيك يتردد ويجيب: "نحن نحاول".
في التظاهرات الطيارة التي شاركَت فيها في حي الميدان الدمشقي، في بدايات الثورة، اضطرت مريم في إحدى المرات إلى ولوج منزل من منازل الحي التي يبقي أصحابها أبوابها مفتوحة لتمكين المهددين من الإلتجاء إليها. "لم يسألني أحد عن طائفتي قبل إدخالي"، تروي. هذه التجربة جعلتها تستخلص أن السوريين لا يميزون بين المعارضين بحسب هوياتهم الطائفية. بسّام، المحامي الشاب، عاش ذات التجربة مع فارق أن إحدى النساء راحت تشتم العلويين أمام المجموعة الهاربة. "أنا علوي يا عمتي" قال لها، فارتبكت السيدة وراحت تعتذر منه شاتمة الحالة التي وصل إليها السوريون.
ذات مرة ذهبت مريم إلى تظاهرة محميّة (يحميها الجيش الحر) في حرستا. "حين وصولي، عرف أحد المنظمين أنني علوية فطلب مني الانتظار في مكاني قليلاً. بصراحة خفت ومرّت أفكار كثيرة في رأسي عن سحلي وما شابه. ولكن تبين لي أن هدف هذا الشخص هو الذهاب إلى مردد الهتافات والطلب منه الترحيب بوفد يمثل الطائفة العلوية". عندما يعرفون أنك علوي يقولون لك "شكراً على موقفك"، يؤكد بسام.
في أوساط المعارضين الميدانيين، "درج الآن مصطلح العلوي الشريف والعلوي العادي"، تخبر مريم. عند استعادة الحديث مع سالم يعلّق: "نحن، أثناء قيامنا بواجبنا، نعمل على زيادة عدد العلويين الشرفاء" ويبتسم.
العلويون في سوريا المستقبل
على مفرق مدينة جبلة، أقام العلويون سوقاً للخضر كي لا يذهبوا إلى السوق القديمة التي يتشاركونها مع جيرانهم السنّة. ينكمش العلويون في مناطق سكنهم ويبحثون عن صفاء آمن.
هذه ليست حالة المعارضين الذين، رغم نشاطهم، يعترفون بقلقهم عند التجوّل داخل سوريا من دفع ثمن فضح كنيتهم لطائفتهم على أحد حواجز المعارضين المتطرّفين. "سنقاتل حتى القضاء على آخر علوي". هذه جملة تسجلها ذاكرة إحدى الناشطات العلويات من لقاء جمعها بمقاتل في "كتيبة الفاروق"، ترك دراسة الهندسة في لندن لينخرط في صفوف الثورة.
"أظن أن غالبية المعارضين لا تميز طائفياً"، تقول مريم وتضيف أن التوتر الطائفي سببه دعاية النظام وتصرفات يولّدها أشخاص يريدون زيادة أسهمهم في بازار السياسة كنائب سابق قال ذات خطبة: "أيها الحقيرون من الطائفة العلوية"، متناسياً الخراف التي كان ينحرها في الشام للاحتفال بالتجديد لحافظ الأسد. والحالة الإسلامية المتطرفة؟، أسألها. "هذا سبب آخر مقلق"، تجيب.
سالم متيقّن من أن حقيقة الشعب السوري تختلف عن الصورة التي يقدّمها الإعلام الباحث عن "الإثارة والتشويق". "بعد سقوط النظام ستنشأ دولة مدنية ديمقراطية"، يقول.
مريم أقل تفاؤلاً من بسام. رغم ذلك تقول: "أحب ترك الأمور للتجربة وللمستقبل. سأحزن في المستقبل إذا تعرضت للتمييز السلبي ولكنني أرفض أن يقيدني الخوف من هذا الاحتمال. مخاوفنا لا يجب أن تشلّنا".
عند سؤال مريم عمّن تثق به من وجوه المعارضة البارزة تتردد. "السؤال صعب. أحب الشعب الثائر وأكره القيادات"، وتضيف: "لم نعد نريد رمزاً".
(نشرتها على موقع ناوليبانون نهار الاثنين 3 كانون الأول 2012)