للأسف، يوماً
بعد يوم تظهر الوقائع بأننا، كلبنانيين، نتخذ تسميتنا (اللبنانيون) لأسباب جغرافية
فقط. لسنا لبنانيين لأننا ننتمي إلى دولة اسمها لبنان، فهذه الدولة غير موجودة. نحن
لبنانيون فقط بحكم الجغرافيا، بحكم الضرورة. مؤلم هذا الواقع. أحياناً نحاول إيهام
أنفسنا بأننا نعيش في دولة ودولة ديمقراطية ولكن الوقائع لا تلبث أن تزيل أوهامنا
وتردنا إلى مأساة واقعنا.
الشيخ أحمد
الأسير بيفتح عا حسابو استراحة في منتصف طريق صيدا. ما حدا بيقدر يردّو. طيّب يمكن
هوّي حرّ وبدّو يأمّن لحالو مساحة آمنة بيقدر يلعب فيها بالبيسيكلات بلا ما تهرسوا
شي سيارة. يمكن معو حق. ما نحنا بنعرف كيف الناس آخذة دفاتر سواقة. بالزعبرة. وما
بيعرفوا يسوقوا. هلّق يللي جايين من الجنوب يدبروا راسن وتجار صيدا يدبروا راسن.
ما نحنا بدولة ديمقراطية تكفل حق التظاهر. ما لازم ننسى.
الشيخ أحمد عبد
الواحد والشيخ محمد حسن مرعب قررا أن لا يتوقفا على حاجز الجيش اللبناني. ما تفَهّموهُن
عناصر الحاجز. كانوا الشخين مستعجلين. أطلقوا عليهم النار. مش لازم كتير نجمّع
معطيات حول شو صار. مثلاً شو أهمية هالتفصيل يللي بيأكد إنو تمّ أطلاق النار من
موكب الشيخ على الحاجز! استدعي المسؤولون عن الحاجز وجرى التحقيق معهم وتلفلفت
القصة على حساب هيبة الجيش. يمكن هيك كان لازم يصير. ما نحنا بدولة ديمقراطية تكفل
حرية الحركة والتنقل.
والآن آل
المقداد قرروا خطف بعض السوريين في لبنان. هنا الحق عشائري. شو نسينا شريعة
حمورابي، أم الشرائع، يللي بتقول العين بالعين والسن بالسن! ونسينا المثل الشعبي
يللي بيضيف على هالشي "والبادي أظلم". الجيش السوري الحر هوّي البادي،
يعني هوّي الأظلم. معاليه، وزير الخارجية عدنان منصور يبدو أنه يفهم في المفاهيم
العشائرية. قام بزيارة آل المقداد للوقوف على رأيهم. شغلة إيجابية. وزيرنا طلع
بيفهم بعادات العشائر. أثبت الوزير منصور أهليته في وجه من كان يتهمه بأن معرفته
ضعيفة في أمور كالديبلوماسية والعلاقات الخارجية. وزير الداخلية، على ذمة النائب
أحمد فتفت، قال أن القوى الأمنية لا تستطيع فعل شيء لأنه لا دولة في لبنان. حلو
كتير.
في لبنان تضعف
الدولة عندما تقوى الطوائف ومؤسسات الطوائف. الآن قوة الطوائف ومؤسساتها في إحدى
ذرواتها. نحن الذين نريد الدولة ولا نقبل إعتبار أنفسنا إلا مواطنين ندفع الثمن في
حياتنا اليومية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق