"لحظة
الجنون" هو التوصيف الذي أطلقه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على المرحلة
التي نعيشها. مصيبٌ رئيس مجلس نوابنا في توصيفه. يبدو أنه أطلقه في "لحظة
تخلّي". ربما هي عدوى جنبلاطية. قبلها قال بري: "داخل كل منا
هناك وحشاً طائفياً، ابتلينا به كما ابتلي به الشرق كله الآن".
الإصابة في
التوصيف لا تُعفي من المسؤولية. في حديثة إلى صحيفة السفير (عدد اليوم) يقول بري
أن الجيش بات معه "كارت بلانش" لمنع إقفال طريق المطار مرّة أخرى ومهما
كان الثمن. لا شك في أنه موقف مسؤول وإيجابي. ولكنه موقف يؤكد أن الجيش لا يستطيع
التحرّك من دون إذن سياسي. وإذا سألنا: من ذا الذي يعطي "كارتات بلانش"
في منطقة طريق المطار؟ تكون الإجابة أن بري شريك في منح الـ"كارتات"!
بسبب الخطر الذي تنذر به "لحظة الجنون" أخرج بري "كارتاً" من
جيبه. تأخُّر حركته هو من مسببات الوصول إلى ما وصلنا إليه.
ليس هذا
الاستنتاج هادفاً إلى التهجّم على الرئيس برّي. على الأقل هو، على ما يبدو، يتحلى
بالقدر الأدنى من الوعي بخطورة المرحلة. بينما غيره يبدو أنه يريد تقطيع المرحلة
على طريقة All in، يريد المقامرة مرّة واحدة على حياة اللبنانيين.
واللبنانيون، كعادتهم، راضون بلعب دور أوراق "الشدّة" على طاولة
السياسيين.
آل المقداد خرجوا علينا بـ"خبرية" الجناح العسكري. اللبنانيون
صدّقوا ولم يسألوا كيف أن جناح المقداد العسكري قام بعمليات أمنية تفترض وجود
"جناح أمني" للعائلة. "الجناح الأمني" بقي مجهولاً. أليس ما
حدث مقامرة بذيئة بحياة اللبنانيين.
سلفيو طرابلس قرروا الردّ فطلعوا علينا بقصة العمل على تشكيل "المجلس
العسكري للسنّة". ما عاد فيهن يتحملوا المؤيدين لـ8 آذار بالفيحاء. بذاءة
أخرى وشكل آخر من أشكال المقامرة بحياة اللبنايين.
بات اللبناني محاطاً بمجالس عسكرية. ماذا بعد؟ بكرا كل شلة زعران بتقرر
تشكل جناح عسكري للشلة. بهدف دعم المقاومة، بهدف ردع الجماعات المسلحة السورية،
بهدف حماية الطائفة السنية، بهدف الاستضافة، بهدف النشل، بهدف أكل الـ...، تبقى
النتيجة واحدة: الأمن الشخصي للمقيمين على أرض لبنان مهدّد.
سؤال بريء: هل من الممكن تشكيل جبهة من المتضررين؟ والجواب: إي ولأ.
بتتذكروا تعبير "لعم" الذي يدمج لا بنعم؟ التعبير لبرّي أيضاً.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق