الشيعة المستقلون، الشيعة المختلفون، التنوّع الشيعي، الإختلاف الشيعي، القوة الشيعية الثالثة، البديل الشيعي... كلها مصطلحات تحيل إلى فكرة أساسية: في ظل الثنائية الشيعية، هل باتت الطائفة الشيعية، سياسياً واجتماعياً، كياناً تذوب فيه كل الاختلافات تحت راية الخطاب الموحّد لحزب الله وحركة أمل؟
من يعرف البيئة الشيعية، لا تغيب عنه حقيقة أن هذه الطائفة اللبنانية تختلف كثيراً عن الصورة التي يرسم ملامحها كلٌّ من خطاب الثنائية الشيعية وخطاب معارضيها في الوقت عينه. فإن كان الأول يريد تصوير نفسه كاحتكار له الحق بإدارة شؤونها وإن كان الثاني يستسهل تصوّر الأمور على هذه الشاكلة لتبرير عجزه عن مخاطبة المختلفين عنه ولضرورات التعاطي مع "شريك في الوطن"، تبقى حقيقة أن محددات الرأي العام في الطائفة الشيعية، كما في كل الطوائف اللبنانية، معقدة إلى حد تمتنع معه التعميمات عن النجاح في توصيف الحال.
في الوسط الشيعي، تنشط شخصيات كثيرة بتعارض مع "خط" الثنائية الشيعية. هؤلاء ليسوا كتلة واحدة ولا يحملون خطاباً موحداً. بالعكس، هم، كما بيئتهم، متنوّعون إلى حدّ كبير. لسان حال كثيرين منهم يقول إنه "شيعياً، لم يعد ممكناً السكوت عن الأضرار المتأتية من السياسات الأنانية التي تنتهجها قوى الأمر الواقع الشيعية، فقد تمادت هذه القوى في سعيها إلى التحكم بمصير الشعب اللبناني، وذلك بدعوتها، تحت عنوان المقاومة وسلاحها، إلى تبني معادلات سياسية تفوق قدرة التركيبة السياسية والاجتماعية اللبنانية على الاحتمال".
برأيهم، فشل الثنائي الشيعي في قيادة الطائفة الشيعية إلى الاستقرار، بل إن السياسات المتبعة تنعكس سلباً على عيش المواطنين الشيعة. "إذا توجهنا إلى طبيب ولم ينفعنا تشخيصه فهل نعيد الكرّة؟ من الطبيعي أن لا"، يقول أحدهم قاصداً ضرورة ولادة إطار سياسي شيعي بديل.
يسعى المعارضون الشيعة إلى الحدّ من "التشوّه اللاحق بصورة اللبنانيين الشيعة في الداخل والخارج"، لأنه ينعكس سلباً على علاقتهم باللبنانيين الآخرين ويهدد استقرار المغتربين منهم، خاصةً مَن هم في دول الخليج العربي، وفي هذا إضرار بالأمن الاقتصادي لعائلات شيعية كثيرة تعتمد في دخلها على تحويلات المغتربين المالية.
كلما اجتمع عدد من الشخصيات الشيعية المعارضة بهدف تظهير التنوع الشيعي للرأي العام وصياغة معالم إطار بديل تقفز إلى جدول أعمالهم تساؤلات حول مسوّغ اجتماعهم وكيفية التوفيق بين شكل لقائهم الطائفي وتوجهاتهم اللاطائفية. بعضهم يبرر تأطير الشيعة المعارضين بكون "أحد مشتركاتهم هو انتسابهم، مَن بالولادة ومَن بالثقافة ومَن بالعقيدة ومَن بالثلاثة معاً، إلى الجماعة اللبنانية الشيعية".
البعض الآخر، يبقى مرتاباً من كل ما هو طائفي. في أحد آخر الاجتماعات الموسعة التي جمعت عدداً منهم طالب أحدهم بتظهير "التنوع الشيعي المضغوط" بدون إنتاج "حالة مذهبية"، ورأى آخر وجوب تنظيم "مجموعة وطنية تنتمي إلى الطائفة الشيعية"، على غرار قرنة شهوان، ولاحقاً تتوسع لتضم شخصيات من كل الطوائف.
في المقابل، لم ترَ شخصية وازنة ضرراً في "الاجتماع كشيعة والحديث لبنانياً". في الفترة الأخيرة، مالت شخصيات كثيرة إلى فكرة خلق إطار سياسي يقتصر المنتمون إليه على الشيعة، رغم رفضها السابق، من منطلقات لبنانية ومدنية، التكتل شيعياً. أما السبب في هذا التحوّل فيتمثل في امتعاضها من الصورة النمطية للبناني الشيعي التي فرضتها عليه سياسات الثنائي الشيعي، وبشكل خاص بعد موقف حزب الله من الأزمة السورية. برأي أحدهم، "صار لزاماً على الشيعة المعارضين إبراز مواقفهم" كي لا يوصم كل منتم إلى الطائفة الشيعية بصفات تتعارض مع التراث الشيعي".
في ظل التغيّرات الإقليمية الراهنة، يُجمع معظم المعارضين الشيعة على ضرورة تشكيل طرف شيعي ثالث، "ففي حال عدم تشكيله لن يجد الآخرون سوى الرئيس برّي للتعاون معه في المرحلة المقبلة"، يقول أحدهم. ولكن ما الذي يحول بينهم وبين هدفهم؟ يلخص أحد المتابعين للحراك الشيعي الإختلافات الكامنة بينهم على الشكل التالي: "بعض الشخصيات تريد خلق إطار للاستفادة منه بشكل عاجل. آخرون يعتقدون بلا جدوى كل عمل قصير الأمد. هناك خلاف على النظرة إلى سلاح حزب الله، فبالرغم من شبه إجماع على النظر إليه كعامل سلبي في السياسة اللبنانية إلا أن البعض، خوفاً أو لمصالح خاصة أو عن قناعة، لا يزال يصرّ على إخراج "سلاح المقاومة" من السجال السياسي.
البعض لا يرى السياسة إلا على الطريقة اللبنانية فيهبّ إلى بناء علاقات مع أطراف خارجية وخاصة عراقية وهكذا تنتقل الحساسيات العراقية إلى لبنان. البعض واقعي، وبحكم تنوّع المعارضين يسعى إلى الاتفاق على ما يشبه البرنامج فيما يرى آخرون أن نقاشات كهذه هي نوع من الترف... في الإجتماعات، وبينما يركّز أحدهم مداخلته على البحث عن جوامع تربط المشاركين لشد عراهم، يتسرّع آخر ويهبّ للحديث عن ضرورة إصدار نشرة تنطق بلسان حالهم!".
إلى التنوّع الواسع في وجهات نظر المعارضين الشيعة، وهو مما يصعّب تأطيرهم في إطار موحّد، تشوب معظم هذه الشخصيات شائبة حب الظهور بموقع محوري في أي إطار سياسي تنضوي فيه. "كثرة الرؤوس الكبيرة تصعّب عملية ولادة تجمّع يضمهم"، يقول أحد المعارضين. أمام هذا الواقع، حاولت إحدى الشخصيات البارزة تعميم فكرة ضرورة اللجوء إلى التسويات "عندما تتعدد المشارب والمواقع"، وحاولت أخرى "تقديم ما يتفقون عليه من أساسيات على ما يختلف اجتهاد كل منهم بشأنه من جزئيات". ولكن كل هذه المحاولات لم تؤدِّ إلى النتيجة المرجوة منها.
وبرغم كثرة الشخصيات الشيعية المعارضة، إلا أنه من الصعوبة تشكيل إطار يجمعها ويكتسب نوعاً من الثبات. بين هذه الشخصيات عتب على "تسرّعها" في بعض المحطات السابقة، وبينها وبين "حلفائها الطبيعيين" في الطوائف الأخرى عتب مضاعف وخاصة بعدما أثبتت الأحداث الماضية أنهم يستسهلون التعامل مع الثنائية الشيعية على الرغم من التناقض في تصوراتهم حيال معظم القضايا.
من يعرف البيئة الشيعية، لا تغيب عنه حقيقة أن هذه الطائفة اللبنانية تختلف كثيراً عن الصورة التي يرسم ملامحها كلٌّ من خطاب الثنائية الشيعية وخطاب معارضيها في الوقت عينه. فإن كان الأول يريد تصوير نفسه كاحتكار له الحق بإدارة شؤونها وإن كان الثاني يستسهل تصوّر الأمور على هذه الشاكلة لتبرير عجزه عن مخاطبة المختلفين عنه ولضرورات التعاطي مع "شريك في الوطن"، تبقى حقيقة أن محددات الرأي العام في الطائفة الشيعية، كما في كل الطوائف اللبنانية، معقدة إلى حد تمتنع معه التعميمات عن النجاح في توصيف الحال.
في الوسط الشيعي، تنشط شخصيات كثيرة بتعارض مع "خط" الثنائية الشيعية. هؤلاء ليسوا كتلة واحدة ولا يحملون خطاباً موحداً. بالعكس، هم، كما بيئتهم، متنوّعون إلى حدّ كبير. لسان حال كثيرين منهم يقول إنه "شيعياً، لم يعد ممكناً السكوت عن الأضرار المتأتية من السياسات الأنانية التي تنتهجها قوى الأمر الواقع الشيعية، فقد تمادت هذه القوى في سعيها إلى التحكم بمصير الشعب اللبناني، وذلك بدعوتها، تحت عنوان المقاومة وسلاحها، إلى تبني معادلات سياسية تفوق قدرة التركيبة السياسية والاجتماعية اللبنانية على الاحتمال".
برأيهم، فشل الثنائي الشيعي في قيادة الطائفة الشيعية إلى الاستقرار، بل إن السياسات المتبعة تنعكس سلباً على عيش المواطنين الشيعة. "إذا توجهنا إلى طبيب ولم ينفعنا تشخيصه فهل نعيد الكرّة؟ من الطبيعي أن لا"، يقول أحدهم قاصداً ضرورة ولادة إطار سياسي شيعي بديل.
يسعى المعارضون الشيعة إلى الحدّ من "التشوّه اللاحق بصورة اللبنانيين الشيعة في الداخل والخارج"، لأنه ينعكس سلباً على علاقتهم باللبنانيين الآخرين ويهدد استقرار المغتربين منهم، خاصةً مَن هم في دول الخليج العربي، وفي هذا إضرار بالأمن الاقتصادي لعائلات شيعية كثيرة تعتمد في دخلها على تحويلات المغتربين المالية.
كلما اجتمع عدد من الشخصيات الشيعية المعارضة بهدف تظهير التنوع الشيعي للرأي العام وصياغة معالم إطار بديل تقفز إلى جدول أعمالهم تساؤلات حول مسوّغ اجتماعهم وكيفية التوفيق بين شكل لقائهم الطائفي وتوجهاتهم اللاطائفية. بعضهم يبرر تأطير الشيعة المعارضين بكون "أحد مشتركاتهم هو انتسابهم، مَن بالولادة ومَن بالثقافة ومَن بالعقيدة ومَن بالثلاثة معاً، إلى الجماعة اللبنانية الشيعية".
البعض الآخر، يبقى مرتاباً من كل ما هو طائفي. في أحد آخر الاجتماعات الموسعة التي جمعت عدداً منهم طالب أحدهم بتظهير "التنوع الشيعي المضغوط" بدون إنتاج "حالة مذهبية"، ورأى آخر وجوب تنظيم "مجموعة وطنية تنتمي إلى الطائفة الشيعية"، على غرار قرنة شهوان، ولاحقاً تتوسع لتضم شخصيات من كل الطوائف.
في المقابل، لم ترَ شخصية وازنة ضرراً في "الاجتماع كشيعة والحديث لبنانياً". في الفترة الأخيرة، مالت شخصيات كثيرة إلى فكرة خلق إطار سياسي يقتصر المنتمون إليه على الشيعة، رغم رفضها السابق، من منطلقات لبنانية ومدنية، التكتل شيعياً. أما السبب في هذا التحوّل فيتمثل في امتعاضها من الصورة النمطية للبناني الشيعي التي فرضتها عليه سياسات الثنائي الشيعي، وبشكل خاص بعد موقف حزب الله من الأزمة السورية. برأي أحدهم، "صار لزاماً على الشيعة المعارضين إبراز مواقفهم" كي لا يوصم كل منتم إلى الطائفة الشيعية بصفات تتعارض مع التراث الشيعي".
في ظل التغيّرات الإقليمية الراهنة، يُجمع معظم المعارضين الشيعة على ضرورة تشكيل طرف شيعي ثالث، "ففي حال عدم تشكيله لن يجد الآخرون سوى الرئيس برّي للتعاون معه في المرحلة المقبلة"، يقول أحدهم. ولكن ما الذي يحول بينهم وبين هدفهم؟ يلخص أحد المتابعين للحراك الشيعي الإختلافات الكامنة بينهم على الشكل التالي: "بعض الشخصيات تريد خلق إطار للاستفادة منه بشكل عاجل. آخرون يعتقدون بلا جدوى كل عمل قصير الأمد. هناك خلاف على النظرة إلى سلاح حزب الله، فبالرغم من شبه إجماع على النظر إليه كعامل سلبي في السياسة اللبنانية إلا أن البعض، خوفاً أو لمصالح خاصة أو عن قناعة، لا يزال يصرّ على إخراج "سلاح المقاومة" من السجال السياسي.
البعض لا يرى السياسة إلا على الطريقة اللبنانية فيهبّ إلى بناء علاقات مع أطراف خارجية وخاصة عراقية وهكذا تنتقل الحساسيات العراقية إلى لبنان. البعض واقعي، وبحكم تنوّع المعارضين يسعى إلى الاتفاق على ما يشبه البرنامج فيما يرى آخرون أن نقاشات كهذه هي نوع من الترف... في الإجتماعات، وبينما يركّز أحدهم مداخلته على البحث عن جوامع تربط المشاركين لشد عراهم، يتسرّع آخر ويهبّ للحديث عن ضرورة إصدار نشرة تنطق بلسان حالهم!".
إلى التنوّع الواسع في وجهات نظر المعارضين الشيعة، وهو مما يصعّب تأطيرهم في إطار موحّد، تشوب معظم هذه الشخصيات شائبة حب الظهور بموقع محوري في أي إطار سياسي تنضوي فيه. "كثرة الرؤوس الكبيرة تصعّب عملية ولادة تجمّع يضمهم"، يقول أحد المعارضين. أمام هذا الواقع، حاولت إحدى الشخصيات البارزة تعميم فكرة ضرورة اللجوء إلى التسويات "عندما تتعدد المشارب والمواقع"، وحاولت أخرى "تقديم ما يتفقون عليه من أساسيات على ما يختلف اجتهاد كل منهم بشأنه من جزئيات". ولكن كل هذه المحاولات لم تؤدِّ إلى النتيجة المرجوة منها.
وبرغم كثرة الشخصيات الشيعية المعارضة، إلا أنه من الصعوبة تشكيل إطار يجمعها ويكتسب نوعاً من الثبات. بين هذه الشخصيات عتب على "تسرّعها" في بعض المحطات السابقة، وبينها وبين "حلفائها الطبيعيين" في الطوائف الأخرى عتب مضاعف وخاصة بعدما أثبتت الأحداث الماضية أنهم يستسهلون التعامل مع الثنائية الشيعية على الرغم من التناقض في تصوراتهم حيال معظم القضايا.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق