صورة المدونة

صورة المدونة

الخميس، 11 أبريل 2013

دروس من الثورة السورية (2)


الحالة: دولة خارجية صغيرة
الغاية: توسيع النفوذ
الوسيلة: دعم المعارضين
تحليل: إذا كنت مستشاراً لدولة صغيرة غنيّة ترغب بتوسيع نفوذها ولكنها لا تمتلك لا ثقافة ولا تاريخاً يسمحان لها بتوسيع نفوذها فماذا تقدم إليها من استشارات؟ إليك سياسة ناجحة مستقاة من متابعة أحداث الثورة السورية:
تبدأ الدول بـ"سرقة" تعابير مغرية مستمدة من ثقافات ديمقراطية من مثل: الانتخابات، تداول السلطة، رفض العنف... وبتردادها. رويداً رويداً ومع قليل من المال الموزّع تتحول هذه الدولة إلى حاضنة للمجموعات المعارضة. ولكن لحظة: هذا لا يكفي. لا يمكن منافسة أخلاقية الدول الديمقراطية بتعابير مسروقة من ثقافاتها إن هي أيضاً أرادت نشر نفوذها. إذا دقق أحدهم في المسألة فستفتضح السرقة. إذن، يجب البحث عن وسيلة أخرى لاستكمال ما بدأ، وسيلة لا يمتلكها المنافسون. هنا، وفي هذه المرحلة، تفيد العودة إلى كتب التراث العربي (نوع من تأسيس المعاصرة على التراث)! فكرة. يمكن البناء على الحقيقة العربية التالية: المشاركة في الحرب تتم من خلال قبائل لكلّ منها راية خاصة. هذا يعني أن على هذه الدولة تشكيل قبيلتها ورسم راية خاصة. مسألة الراية بسيطة والأقمشة السوداء والخضراء متوفرة بكثرة. ولكن تحتاج القبيلة إلى عصبية. لا مشكلة فالإسلام المتطرف موجود. بعد طرح هذه الإشكاليات والاستفادة من عِبَر المعارك العربية عبر التاريخ، تشكل الدولة الراغبة بتمديد نفوذها قبيلتها الإسلامية المتطرفة المحاربة وتميّزها عن غيرها بالمال الوفير والسلاح الكثير. هكذا تحقق الدولة الصغيرة ما لم يحققه السياسيون الوطنيون. وهكذا، عوضاً عن "لبكة" توجيه الدعوات لاستضافة المعارضين المدنيين يأتي هؤلاء بأرجلهم إليك، تارة لتكفّ شر قبيلتك وطوراً للانتصار في معركة ميدانية ومرّات لإقصاء خصم سياسي... تصير أنت الداخل ويصير أهل البلد الخارج. ولكن لحظة: النجاح غير مضمون وستتربص بإنجازاتك فيروسات الوطنية والدولة المدنية وما شاكلها من موبقات. ينصح بشعار "الإسلام هو الحل" كأنتي فايروس.
(يتبعه دروس أخرى)


دروس من الثورة السورية (1):

الحالة: شعب مقموع
الغاية: تغيير نظام ديكتاتوري
الوسيلة: معارضة مسلحة

 
تحليل: يبدأ الشعب بكسر حاجز الخوف تدريجيا. يوما بعد يوم يسقط جدار الرعب من أجهزة المخابرات. يسود جو من الفرحة العامة الناجمة عن اختبار أنواع جديدة من المشاعر. يبدأ الحلم بالإنسانية وبالكرامة البشرية بالتسلل إلى مخيلة الشعب. في هذه المرحلة يرعب هذا الحلم كل القوى الاجتماعية التي تطمح إلى ممارسة دور عام غير ممكن إلا بشرط القمع. أول من يعبر عن هذا الرعب هي الفصائل "الثورية" المسلحة. تبدأ بممارسة تكتيكات كان النظام الديكتاتوري قد وضع قواعدها. يعود الرعب والخوف إلى وعي الشعب ولكن بأشكال أخرى وعبر أدوات مختلفة. يبدأ التنافس السياسي على كسب ولاء أدوات إرعاب الشعب الجديدة.

ليست هناك تعليقات :